أشرف الخلق نسباً
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لا شك ان كثيراً من الناس لا يعرفون اسم النبى صلى الله عليه وسلم كاملاً مع انه أشرف الخلق
نسباً وإن سألت كثيراً منهم عن أسماء لاعبى الكرة أوالفنانين وجدتَ أكثََرَهم بهم عالِمين مع ضئآلةِ حجمهِم وسوءِ حالِهِم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
ونسبُ النبى صلى اللهُ عليه وسلم هو أشرفُ نسبٍ وأعلاه فهو ينتهى إلى أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام ولقد سأل هرقلُ (ملك الروم ) سفيانَ ابن حربٍ رضى الله عنه( قبل إسلامه )عن نسبِ الّنبىِ عليه الصلاة والسلام فقال : هو فينا ذو نسبٍ. فقال هرقلُ : وكذلك الرسلُ تُبعثُ فى نسب ٍ من قومِها .
ولقد كان الزواجُ فى الجاهليةِ يتخذُ عدةَ صورٍ كُلُها لا تعدو أن تكون زنىً بواح إلا صورةً وحيدة وهى التى أقرها الإسلامُ وهى أن يتقدمَ الخاطبُ إلى وليِ العروسِ يطلُبها للزواجِ ويدفعُ مهراً لذلك ويُشهدُ على ذلك الناسَ وهى الصورة التى يتزوج بها أهلُ الإسلامِ الآن .
فأسرةُ النّبىِ صلى اللهُ عليه وسلم من أقدمِ أجَدَادِهِ إليه لم يكن زواجُهُم كُلُهم إلا بهذه الصورةِ التى أقرها الإسلامُ فلم يكن بينهم ابنُ زنىً أبداً
وهذا مصداقاً لقولِ النبىِ صلى اللهُ عليه وسلم :"إنَّ الله عز وجل- اصطفى من ولدِ ابراهيم إسماعيل ،واصطفى من بنى إسماعيل كنانة ،واصطفى من كنانة قريشاً ،واصطفى من قريش بنى هاشم ،واصطفانى من بنى هاشم ." .... رواه مسلم
وإليك نسبُ النبىِ صلى اللهُ عليه وسلم .فقد ذكره البخارىُ فى صحيحِه فقال: "هو أبو القاسمِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ، بنُ عبدِ المُطَلِب ، (واسمه شيبة ) بنُ هاشم ، (واسمه عمرو ) بنُ عبدِ مَنَاف ، (واسمه المغيرة ) بنُ قَصِى ، (واسمه زيد ) بنُ كِلابِ ، بنُ مُرة ،بنُ كعب ، بنُ لُؤَي ،بنُ غالبٍ ، بنُ فِهرٍ، (وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة ) بنُ مَالِكٍ بنُ النَّضرِ ، (واسمه قيس ) بنُ كِنَانةِ ،بنُ خُزَيمة ، بنُ مُدرِكة ، (واسمه عامر ) ابنُ إلياسُ ، بنُ مُضَر ، بنُ نِزار ، بنُ مَعد ، بنُ عدنَانِ "
ولا يصح حفظ النسب بعد عدنان .ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام .
أما أمُّه صلى الله عليه وسلم فهى آمنةُ بنتُ وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ،وهى يومئذٍ تعد أفضل إمرأة فى قريش نسباً وموضعاً ، وأبوها سيد بنى زهرة نسباً وشرفاً . لقد كان - وما زال – شرفُ النسب له المكانة فى النفوس لأن ذا النسب الرفيع لا تُنكر عليه الصدارة نبوةً كانت أو ملكاً ،ويُنكر ذلك على وضيعِ النسبِ ، فيأنفُ الكثيرُ من الانضواءِ تحت لوائِه ، ولما كان محمداً صلى الله عليه وسلم يُعدُ للنبوة هيأ الله تعالى له شرف النسب ليكون مساعدا له على التفاف الناس حوله .
إن معدن النبى صلى الله عليه وسلم طيب ونفيس ،فهو من نسل إسماعيل الذبيح وإبراهيم خليل الله وهواستجابةٌ لدعوةِ إبراهيم عليه السلام ، وبشارة أخيه عيسى عليه السلام كما قال تعالى عن ابراهيم عليه السلام:(ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم )وكما قال تعالى عن عيسى عليه السلام :(وإذ قال عيسى ابن مريم يابنى اسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشرأ برسول ٍيأتي من بعدي اسمه أحمد فلمَّا جآءهم بالبينات قالوا هذا سحرٌ مبين ) و كما حدّث عن نفسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقال :"أنا دعوة أبى إبراهيم وبشارة أخى عيسى " فهل هناك نسب ٌ أشرف من ذلك النسب ؟!